كانت ليلة صعبة، الضربات تأتي من كل جانب، والاتهامات تكال لي من كل الأطراف، لكن بقدر الألم الشديد حينها، يقدر أبواب البركة التي فُتحت لي فيها، وكانت بداية لمعجزات إلهية لم تنتهِ في حياتي!!
كانت كل السبل تقود إلى الفشل، فلا أب يدعم، ولا عائلة تعطي، ولكن عندما يصدر الله المشهد في حياتي، حول الشر إلى خير، والفشل إلى نجاح، واللعنة إلى سيل من البركات.
الأمر صعب جدًا؛ المتقدمون كثيرون، والمقبولون قليلون، وأنا لا وساطة لي ولا قوة ولا نفوذ، ولكن عندي ما أهو أهم من ذلك؛ الإله المحب القدير، الذي يحميني ويرفعني من أصعب اضطهاد رأته عيني.
كانت كل المقدمات تقود إلى اليأس والفشل، فلا تربية، ولا عائلة، ولا مال، ولكن الله كان له رأي أخر، واستطاع أن يصعد بي جبال كثيرة، ولم أنزل منها كما صعدت أبدًا.
نعم احتجت يومًا لحذاء لكي أعيِّد به، ونعم احترت بين تسديد ديون طعامي وعلاج أبي، ولكن في النهاية اكتشفت قوةً رهيبة داخلي، قوة تغلب السحر والدجل، وتنشر الخير والسلام، وكان عليَّ استغلالها.
فجوة عميقة صارت بداخلي، حاولت أن أسدها بكافة الطرق، وإذا بالله يملأها كلها بمعيته وكلمته ومؤمنيه، وحمانا من أن تكون هذه الفجوة نقطة نهايتي ونهاية عائلتي.
تعرضت لأمور صعبة جدًا، كانت كافية لتدمير حياتي بالكامل؛ فأي رجاء لأعمى فقير يتيم في هذه الحياة؟! لكن بلقاء فريد، تحولت لأنشر نور البصيرة للقلوب، والذي يُغني عن نور البصر للعيون!!
كنت أتمنى ألا يحصل هذا الأمر الرهيب؛ فما أصعب أن ترى أعز ما عندك يتألم وينزف، وأنت عاجز عن فعل أي شيء له، لكن بالصلاة والغفران، بدأ الله قصة شفائي أنا قبل شفاء ابني!!
ما أصعب أن تنام والسلاح في يدك، وبجوارك زوجتك والساطور في يدها، لكن هذا كان الواقع اليومي لنا، وكان هناك حلاً وحيدًا لحالتنا، وقد جلب السلام عائليًا، وجاء بالنجاح لي شخصيًا.
عاصرت أصعب الحروب، وتحركت تحت قصف المدافع، ولكن في هذه الظروف الصعبة كانت لدينا فرص للوصول إلى الناس، ولخلق نماذج للتعايش مهما اختلفت القبائل أو الأديان.